زراعة قلب بشري داخل خنزير!

نجاح زراعة قلب بشري داخل خنزير لمدة 21 يومًا؛ ماذا نستفيد من هذا الإنجاز؟
علماء صينيون يحققون سبقًا علميًا بزراعة قلب نابض بخلايا بشرية داخل جنين خنزير لمدة 21 يومًا. لكن، ماذا تعني هذه الخطوة لمستقبل زراعة الأعضاء؟
أعلن فريق بحثي صيني بقيادة لاي ليانغشيو من معهد غوانغتشو للطب الحيوي والصحة، التابع للأكاديمية الصينية للعلوم، عن نجاحهم في زراعة قلب نابض بخلايا بشرية داخل جنين خنزير، للمرة الأولى عالميًا. جاء هذا الإعلان خلال الاجتماع السنوي للجمعية الدولية لأبحاث الخلايا الجذعية الذي عقد في هونغ كونغ منتصف يونيو 2025.
كيف تم الإنجاز؟ تفاصيل التجربة العلمية
اعتمد الباحثون على إعادة برمجة الخلايا الجذعية البشرية عبر إدخال جينات تمنع موتها وتزيد من قدرتها على البقاء داخل جسم الخنزير. في مرحلة "الكيسة الأريمية" (blastocyst) –وهي مرحلة مبكرة من نمو الجنين– قام العلماء بحقن خلايا جذعية بشرية معدلة داخل أجنة الخنازير، ثم زرعوا هذه الأجنة في أرحام إناث خنازير بديلة.
وبحسب ما نشر في دورية Nature، نجحت الأجنة في تطوير هياكل قلبية بحجم مماثل لقلب إنسان صغير، استمرت بالنبض بشكل ذاتي لمدة 21 يومًا، وهو رقم غير مسبوق في هذا المجال. وتمكن الباحثون من تتبع الخلايا البشرية داخل القلب النابض باستخدام مؤشرات ضوئية حيوية، ما أكد مساهمة الخلايا البشرية في تكوين النسيج القلبي الجديد.
تحديات علمية وأخلاقية: هل الطريق ممهد لزراعة الأعضاء؟
رغم هذا النجاح، لم توضح الدراسة بدقة نسبة الخلايا البشرية ضمن نسيج القلب النامي. كما أشار الباحثون إلى أن استمرار نبض القلب توقف بعد 21 يومًا، مرجحين أن التداخل بين الخلايا البشرية والحيوانية قد يؤثر على كفاءة العضو أو بقائه.
اقرأ أيضاً: الوقت الصحيح لتنظيف الأسنان: قبل الإفطار أم بعده؟
يهدف هذا التوجه البحثي إلى توفير حلول لأزمة نقص الأعضاء المخصصة للزراعة. إذ إن الخنازير تُعد خيارًا واعدًا نظرًا لتشابه أعضائها مع أعضاء الإنسان، بحيث يمكن تنمية الأعضاء البشرية داخلها، ثم نزعها واستخدامها داخل جسم الإنسان. لكن التحدي يكمن في تجاوز استجابة الجسم البشري المناعية التي ترفض الأعضاء الحيوانية، ناهيك أن الكثيرين منا لن يقبلوا العيش بأعضاء حيوانات (وبالأخص الخنازير) لاعتبارات أخلاقية كثيرة.
نشجعك على التفكير في الأمر: هل تقبل العيش بأعضاء حيوانات إذا كانت حياتك مرهونة بذلك (لا قدّر الله)؟ الجواب لك!