تربية القطط

لماذا بدأ الإنسان في تربية القطط؟ السبب الحقيقي "مزعج"!
في حين تُعتبر القطط اليوم من أشهر وألطف الحيوانات الأليفة التي نُربيها في منازلنا، فإن التاريخ يخبرنا بقصة مختلفة تمامًا عن بداية العلاقة بين الإنسان والقط.
فقد كشفت دراسة حديثة أجراها فريق من علماء الآثار أن تربية القطط في بداياتها لم تكن بدافع الرفقة أو حتى مكافحة القوارض، بل ارتبطت بمعتقدات دينية "مقلقة" في مصر القديمة.
كيف بدأت الحكاية؟
في السابق، كان الاعتقاد السائد أن عملية استئناس القطط بدأت منذ نحو 9 آلاف عام، عندما بدأت القطط البرية في التوافد على القرى الزراعية الأولى في شمال إفريقيا. وكان يُعتقد أن الهدف الأساسي من هذه العلاقة هو السيطرة على أعداد الفئران والقوارض التي كانت تنجذب إلى مخازن الحبوب.
لكن الدكتور شون دوهيرتي، عالم آثار من جامعة إكسيتر الإنجليزية، يشير في دراسة جديدة إلى أن هذه الرواية بحاجة إلى مراجعة. وفي تصريحٍ لمجلة BBC Science Focus قال: "دراستنا تعيد النظر في الأدلة العظمية والجينية والرمزية المتاحة. ونرى أن تدجين القطط بدأ فعليًا في مصر بين الألفية الثانية والأولى قبل الميلاد".
التضحية بالقطط
توضح الدراسة أن السبب الرئيسي وراء تربية القطط في مصر القديمة لم يكن نفعيًا بالدرجة الأولى، بل دينيًا. فقد اعتُبرت القطط كائنات مقدسة مرتبطة بالإلهة باستت، إلهة الحماية والخصوبة.
وأوضح الدكتور دوهيرتي:
"بلغت العلاقة بين القطط والإلهة باستت ذروتها في الألفية الأولى قبل الميلاد. فقد تم العثور على ملايين القطط المحنطة في معابد مخصصة لعبادتها."
وقد وصلت كمية المومياوات القططية إلى حد أن البريطانيين في العصر الفيكتوري قاموا باستيراد أطنان منها لاستخدامها كسماد زراعي بعد طحنها!
اقرأ أيضاً: كلبة مصابة بالسرطان تشارك صاحبتها رحلة اختيار فستان الزفاف في لحظة مؤثرة!
بحسب الباحثين، فإن الحاجة إلى تربية أعداد كبيرة من القطط لأغراض دينية دفعت المصريين إلى اختيار الصفات السلوكية التي تجعل هذه الحيوانات أكثر طواعية للبشر. وبذلك، بدأت سلالات القطط الأليفة كما نعرفها اليوم في التكوّن تدريجيًا.
يُذكر أن وجود القطط بالقرب من المزارع ساهم دون شك في مكافحة القوارض، إلا أن الفريق العلمي يؤكد أن هذا العامل كان ثانويًا مقارنة بالدوافع الدينية التي دفعت إلى تربية القطط بكثافة.