منصة شبابية، شاملة ومتنوعة تنشر المعرفة والترفيه في الأردن والوطن العربي

الاستقالة من العمل

في اليابان.. موظف يستقيل نيابةً عنك مقابل 144 دولارًا!

في اليابان.. موظف يستقيل نيابةً عنك مقابل 144 دولارًا!

نشر :  
منذ شهر|
اخر تحديث :  
منذ شهر|
|
اسم المحرر :  
أحمد صفوت

- موظف محترف في اليابان يقدم خدمة الاستقالة نيابة عن الموظفين مقابل رسوم، لتجنيبهم مواجهة المديرين.
- ظهرت هذه الخدمة بسبب الضغوط النفسية والاجتماعية الناتجة عن ثقافة العمل اليابانية التي تجعل الاستقالة صعبة على الكثيرين.
- العديد من المديرين اليابانيين يبدون انزعاجهم من فكرة الاستقالة عبر وسيط، معتبرين أنها تعكس نظرة جديدة للعمل لدى الموظفين.

 

في بيئة العمل اليابانية المعروفة بصرامتها، ظهر حل مبتكر للموظفين الذين لا يستطيعون مواجهة مديريهم مباشرة عند قرار الاستقالة. فقد بات بالإمكان الاستعانة بموظف محترف يتولى مهمة تقديم الاستقالة عنك، وذلك مقابل رسوم تبلغ نحو 144 دولارًا (20 ألف ين ياباني)!

في الموعد المتفق عليه، يقوم هذا الموظف بالتواصل مع مديرك وإبلاغه بأنك قررت الاستقالة، وأنك لن ترد بعد الآن على المكالمات الهاتفية أو رسائل البريد الإلكتروني. وغالبًا ما يستفيد الموظفون من رصيد إجازاتهم المدفوعة خلال فترة الإشعار التي تمتد عادة لأسبوعين، أو يختارون الحصول على إجازة غير مدفوعة حتى ينتقلوا لوظيفة جديدة.

لماذا يلجأ اليابانيون لهذه الخدمة؟

جاءت فكرة هذا النوع من الخدمات على يد توشيوكي نينو، الذي بدأ في تقديم هذه المهمة عام 2017 بعد أن لاحظ حجم المعاناة النفسية التي يعيشها الموظفون في اليابان عند محاولة الاستقالة، في مجتمع يرفض المواجهة المباشرة ويعتبر الانتقال من عمل إلى آخر أمرًا غير معتاد. يقول نينو في تصريحات صحفية: "عندما تحاول الاستقالة، تشعر غالبًا بالذنب، وكأنك ترتكب خطأ فادحًا أو حتى خطيئة."

ووفقًا للتقارير، يتلقى الموظف المتخصص في تقديم الاستقالة نيابة عن الآخرين أكثر من عشرة آلاف طلب سنويًا، معظمها من الرجال، إلا أن نسبةً من المتواصلين لا تمضي قدمًا في إنهاء الخدمة. نجاح هذه الفكرة دفع آخرين في اليابان إلى تقديم نفس الخدمة، مما أدى إلى ظهور منافسين في هذا المجال.

موقف الشركات اليابانية من الاستقالة عبر وسيط

لم تقابل إدارات الشركات اليابانية هذه الظاهرة بالترحيب، إذ أعرب بعض المديرين عن استيائهم من تلقي إشعار الاستقالة من شخص خارج الشركة، واعتبرها البعض تصرفًا يعكس نظرة سلبية تجاه العمل. في أحد المواقف، بادر مدير إلى زيارة أسرة أحد الموظفين بعد تلقيه إشعار الاستقالة عبر وسيط، وذلك للتأكد من سلامة الموظف.

يقول كوجي تاكاهاشي، أحد المديرين الذين واجهوا هذا الموقف: "أخبرت أسرة الموظف بأنني سأقبل الاستقالة كما طلب، لكنني أود أن يتواصل معي بنفسه للاطمئنان عليه". وأضاف: "الشخص الذي يوكل آخر لتقديم الاستقالة بدلاً عنه ينظر إلى العمل فقط باعتباره وسيلة لجني المال."


اقرأ أيضاً: هارب من الأنمي! ياباني يحوّل ذقنه إلى ظاهرة غريبة على الإنترنت!


هذا وتشتهر اليابان بثقافة عمل شاقة؛ إذ يُستخدم مصطلح "كاروشي" للإشارة إلى الموت نتيجة الإفراط في العمل. ولعقود طويلة، كان الموظف الياباني يقضي حياته المهنية كلها في مؤسسة واحدة. في ظل هذه الضغوط، يلجأ بعض الموظفين لخدمات تقديم الاستقالة بالنيابة هربًا من التوتر والمواجهة، حيث أشار البعض إلى أن مجرد التفكير في الاستقالة دفعهم إلى حافة الانهيار النفسي أو حتى الانتحار.